#السعوديه_ام_خاشقجي

  • للعراقي
    طه الدليمي

السعودية ام خاشقجى….
مقال رائع للدكتور الدليمي
يحتاج إلى قراءة متأنية لاستخلاص العبر وماوراء الاكمة
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

((رأس السعودية بكامل جسده هو المقصود ، وليس النظام فحسب
سيشغلونكم عن الهدف بسرد قائمة أخطاء لا تنتهي للسعودية.
قولوا لهم: دعوا السعودية بخطئها وصوابها؛ فلكل دولة أخطاؤها. ولكن: أرونا دولة غير السعودية تتصدى لإيران؟ أليست إيران اليوم تحتل خمس دول (الأحواز والعراق وسوريا ولبنان واليمن)؟ أليست هذه كارثة واقعة توجب على دول المنطقة التصدي لها؛ إن لم يكن من أجل الدول المحتلة فمن أجل نفسها أن يأتيها الدور كما أتى أخواتها؟ فكان الأولى بمن يتبني شعار الجهاد ويدعو إلى تطبيق شرع الإسلام أن يترك كل شيء ويتفرغ لهذا الخطر الكاسح. لكن الواقع أنه تخلى عن كل شيء، وتفرغ لمشاغلة من تصدى للخطر. ولم يكتف بهذا حتى زاد فاصطف مع العدو!
واضح أن القصد ليس كون السعودية أخطأت أم أصابت، بل رأس السعودية هو المقصود، أن تزول هذه الدولة هو الهدف. وإذا زالت دخلت في الفوضى (الخناقة) كما دخلت كل الدول التي أسقطت أنظمتها بالحجة نفسها فكان مصير شعوبها التشتت والقتل والضياع والخنق. وكان ذلك كله في مصلحة إيران، وما الشيعة ومن شايعها إلا برذعة يضعها (الحاج قاسم) على ظهرِ رَكوب يمتطيها للوصول إلى الهدف المأمول.
ليس قصدكم الشعب إنما النظام؟ أها!
وتالله ما أفسدها من حجة! أم لم تروا أو تسمعوا أن كل الدول التي زالت أنظمتها دُمرت بعدها شعوبها. يعني لا يمكن في الواقع الفصل بين الحاكم والمحكوم، بين الشعب والنظام.

خاشقجي ؟ أم المملكة ؟
الشيء نفسه يقال في قضية جمال خاشقجي رحمه الله. ولو كان الحرص هو القصد لهان الخطب، ولكن ما سمعته في العشرين يوماً الماضية من هذر ومذر لا يمكن تفسيره إلا بأن المقصود هو رأس السعودية. بل لا أعدو الحقيقة إن قلت: إن الذين يتباكون على جمال ما كانوا يتمنون خلاص الفرع بقدر ما كانوا يطلبون قطع الرأس. لقد قتل من سنة العراق والشام واليمن الملايين قبل جمال وبعده ومثله ودونه وخير منه، فلم يذرف أولئك (البكاؤون) دمعة، بل كانوا عوناً لإيران وشيعتها على تلك الملايين! فما عدا مما بدا؟

السعودية هي الخيمة
كنت أختلف مع الرئيس صدام رحمه الله في اتجاهه الفكري، ولكن كنت أعلم أن للخلاف سقفاً يقف عنده النبلاء والعقلاء وإلا تكسرت قحوفهم عند حده الكونكريتي. حين يكون المطلوب رأس البلد وليس رأس النظام وحسب، لا يكون الاصطفاف مع رأس النظام، مهما كان، واجباً وطنياً وحسب، بل واجباً مقدساً بكل المقاييس العليا وعلى رأسها الدين.
يومها كنت أخالف المعارضين وأقول: العراق خيمة وصدام حسين الحارس. والعدو إنما يبغي الخيمة، فإن زال الحارس زالت الخيمة وحلت بالجميع الكارثة. وهكذا كان. وصرنا في خبر كان. وأقول لكم معلومة قد تفيد. إن جهاز أمن الدولة على عهد صدام حسين، وبوشايات من الشيعة، قام باغتيال أخي الشيخ نوري رحمه الله. لكن لم يقف ذلك حائلاً في يوم من الأيام بيني وبين الموقف النبيل الذي ينبغي أن يقفه النبلاء.
واليوم أقول، وبالمنطق نفسه: المملكة العربية السعودية – بصرف النظر عن كل ما يمكن أن يقال: لها أو عليها – هي اليوم الخيمة التي تصد عنا ريح فارس الصفراء، وعلينا حمايتها بكل ما نستطيع؛ ذلك واجب مقدس بكل المقايس: ربانية كانت أم قومية أم وطنية. وفي الأزمات المصيرية ينسى النبلاء والعقلاء خلافاتهم ويتوحدون أمام المصير.
نحن في معركة مصيرية لا محل فيها للحياد. فمن وقف مع إيران فقد وضع نفسه في صف العدو. ومن كان ضد السعودية فهو مع إيران. وأنتم بالخيار))

%d مدونون معجبون بهذه: